تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجۡوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَيَتَنَٰجَوۡنَ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِۖ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ لَوۡلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ حَسۡبُهُمۡ جَهَنَّمُ يَصۡلَوۡنَهَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (8)

{ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } هم اليهود نهوا أن يتناجوا بمعصية الله ومعصية الرسول ، والطعن في دين الله ، { ثم يعودون لما نهوا عنه } كانوا يخلون بعضهم ببعض ، { ويتناجون بالإثم والعدوان } الإثم : المعصية ، والعدوان : الظلم ، { وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله } كانوا يسلمون على النبي وأصحابه فيقولون : السام عليكم ، والسام : الموت في قول بعضهم قال : فكان رسول الله يرد عليهم على حد السلم ؛ فأتاه جبريل فأخبره أنهم ليسوا يقولون ذلك على وجه التحية فقال رسول الله عليه السلام لأصحابه : إذا سلم عليكم[ أحد ] من أهل الكتاب فقولوا : عليك " {[1370]} أي : عليك ما قلت .

{ ويقولون في أنفسهم لولا } هلا { يعذبنا الله بما نقول } من السام أي : إن كان نبيا فسيعذبنا الله بما نقول ، قال الله : { حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير( 8 ) } .


[1370]:رواه البخاري (6257)، (6258)، ومسلم (2163)، (2165)، 2166)، عن أنس وجابر وعائشة مرفوعا.