الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجۡوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَيَتَنَٰجَوۡنَ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِۖ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ لَوۡلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ حَسۡبُهُمۡ جَهَنَّمُ يَصۡلَوۡنَهَاۖ فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (8)

قوله : { وَيَتَنَاجَوْنَ } : قرأ حمزة " يَنْتَجُوْنَ " من الإنتجاء من النجوى . والباقون { يتناجَوْن } من التناجي مِن النجوى أيضاً . قال أبو علي : ( والافتعال والتفاعُلُ يجريان مَجْرىً واحداً ، ومِنْ ثَمَّ صَحَّحوا : ازدَوَجُوا واعْتَوَرَوا لَمَّا كانا في معنى : تزاوَجُوا وتعاوَنوا ) . وجاء { حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ } و { ادَّرَكُواْ } [ الأعراف : 38 ] قلت : ويؤيِّد قراءةَ العامة الإِجماعُ على " تناجَيْتُمْ " و " فلا تَتَناجوا " ، و " وتناجَوْا " ، فهذه مِن التفاعُل لا غيرُ ، إلا ما روي عن عبد الله أنه قرأ " إذا انْتَجَيْتُم فلا تَنْتَجُوا " ونقل الشيخُ عن الكوفيين والأعمش " فلا تَنْتَجُوا " كقراءةِ عبدِ الله . وأصل تَنْتَجُون : تَنْتَجِيُوْن " . ويتَناجَوْن يتناجَيُون فاسْتُثْقِلَتِ الضمةُ على الياء فحُذِفَت ، فالتقى ساكنان فحذفت الياءُ لالتقائِهما . أو نقول : تحرَّك حرفُ العلةِ وانفتح ما قبله فَقُلِبَ ألفاً ، فالتقى ساكنان فحذِف أوَّلهما وبقيت الفتحةُ دالةً على الألف .

[ وقرأ ] أبو حيوة " بالعِدْوان " بكسرِ العين .

/خ10