{ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى } النجوى السرار ، ومن ذلك قول جرير :
من النفر البيض الذين إذا انتجوا *** أقرت بنجواهم لؤي بن غالب .
والنجوى{[2924]} مأخوذة من النجوة وهي ما له ارتفاع وبعد ، لبعد الحاضرين عنه ، وفيها وجهان : أحدهما : أن كل سرار نجوى ، قاله ابن عيسى . الثاني : أن السرار ما كان بين اثنين ، والنجوى ما كان بين ثلاثة ، حكاه سراقة .
وفي المنهي عنه ثلاثة أقاويل :أحدها : أنهم اليهود ، كانوا يتناجون بما بين المسلمين ، فنهوا عن ذلك ، قاله مجاهد . الثاني : أنهم المنافقون ، قاله الكلبي . الثالث : أنهم المسلمون .
روى أبو سعيد الخدري قال : كنا ذات ليلة نتحدث إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى ؟ ) .
فقلنا تبنا إلى الله يا رسول الله إنا كنا في ذكر المسيح يعني الدَّجال فرَقاً منه ، فقال : ( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الشرك الخفي أن يقوم الرجل يعمل{[2925]} لمكان رجل ) .
{ وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله } كانت اليهود إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : السام عليك ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم فيقول : ( وعليكم ) ، ويروى أن عائشة حين سمعت ذلك منهم قالت : وعليكم السام والذام ، فقال عليه السلام : ( إن الله لا يحب الفحش والتفحش{[2926]} ) .
وفي السام الذي أرادوه ثلاثة أقاويل :أحدها : أنه الموت ، قاله ابن زيد . الثاني : أنه السيف . الثالث : أنهم أرادوا بذلك أنكم ستسأمون دينكم ، قاله الحسن ، وكذا من قال هو الموت لأنه يسأم الحياة .
وحكى الكلبي أن اليهود كانوا إذا رد النبي صلى الله عليه وسلم جواب سلامهم قالوا : لو كان هذا نبياً لاستجيب له فينا قوله وعليكم ، يعني السام وهو الموت وليس بنا سامة وليس في أجسادنا فترة ، فنزلت فيهم { ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول } الآية{[2927]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.