التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۡهَٰرٗاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (3)

{ مد الأرض } يقتضي أنها بسيطة لا مكورة ، وهو ظاهر الشريعة ، وقد يترتب لفظ البسط والمد مع التكوير لأن كل قطعة من الأرض ممدودة على حدتها ، وإنما التكوير لجملة الأرض .

{ رواسي } : يعني الجبال الثابتة .

{ زوجين اثنين } يعني : صنفين من الثمر : كالأسود والأبيض ، والحلو والحامض ، فإن قيل : تقتضي الآية أنه تعالى خلق من كل ثمرة صنفين ، وقد خلق من كثير من الثمرات أصناف كثيرة ، والجواب : أن ذلك زيادة في الاعتبار وأعظم في الدلالة على القدرة ، فذكر الاثنين ؛ لأن دلالة غيرهما من باب أولى ، وقيل : إن الكلام تم في قوله : { من كل الثمرات } ثم ابتدأ بقوله : { جعل فيها زوجين } يعني : الذكر والأنثى والأول أحسن .

{ يغشي الليل النهار } أي : يلبسه إياه فيصير له كالغشاء ، وذلك تشبيه .