وقوله تعالى : ( يوم هم بارزون ) وقوله[ في الأصل وم : وقال ] في آية أخرى : ( والأرض بعد ذلك دحاها )[ النازعات : 3 ] وقوله[ في الأصل و م : وقال ] في موضع آخر ( وإلى الأرض كيف سطحت )[ الغاشية : 20 ] وكله واحد ، وقوله[ في الأصل وم : وقال ] : ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء )[ البقرة : 22 ] يذكرهم نعمه التي أنعمها عليهم .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ ) أي بسطها ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ ) ذكر أنها بسطت على الماء ، فكادت[ في الأصل وم : فكانت ] تكفؤ بأهلها ، وتضطرب كما تكفؤ السفينة ، فأرساها بالجبال الثقال فاستقرت وثبتت . وذكر أنها مدت ، وبسطت على الهواء ، ثم أثبتها بما ذكر من الجبال . ولكن لو كان أنها ما ذكر لكان يجيء ألا يكون بالجبال ثباتها واستقرارها ؛ لأن الأرض والجبال من طبعها التسفل والانحدار في الماء و الهواء . فكلما زيد من ذلك النوع كان[ أدرج بعدها في الأصل وم : في ] التسفل والانحدار أكثر وأزيد فلا يكون[ في الأصل وم : فيكون ] بها الثبات و الاستقرار بل إنما يكون الثبات والاستقرار بشيء من طبعه العلو الارتفاع فيمنع /260-أ/ ذلك الشيء ، الذي طبعه العلو ، عن التسفل والانحدار إلا أن يقال : إنها كانت لا تتسفل ، ولا تتسرب ، ولكن تضطرب وتميد بأهلها على ما ذكره عز وجل : ( وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم )[ الأنبياء : 31 ] فإن كان على هذا فبالجبال[ في الأصل وم : بالجبال ] ثباتها و استقرارها ومنعها عن الاضطراب و الميلان ، وذكر[ في الأصل وم : أو ذكر ] هذا ليعلم لطفه وقدرته حين[ في الأصل وم : حيث ] أمسكها بشيء ، من طبعه [ العلو عن ][ ساقطة من الأصل وم ] التسفل والانحدار ، وهي في نفسها كذلك ، لتعلم قدرة الله ولطفه في كل شيء والله أعلم بذلك .
وقوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ ) أي أنشأها ممدودة [ لا أنها ][ من م ، في الأصل : لأنها ] كانت مجموعة في مكان فبسطها على ما ذكر من رفع السماء ونحوه .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً ) جعل الله عز وجعل الأشياء أكثرها بأسباب تعليما منه الخلق ليكون ذلك عليهم أهون ، وإن كان جعل الأشياء عليه بأسباب [ وبغير أسباب ][ ساقطة من الأصل وم ] سواء ؛ إذ هو قادر بذاته . يذكر هذا إما بحق النعم التي أنعمها عليهم من مد الأرض أو بسطها وإثباتها بالرواسي التي ذكر ، وجعل الأنهار فيها ليصلوا إلى الانتفاع بها ليستأدي بذلك شكره ، وإما[ في الأصل وم : أو يذكر ] بحق الإخبار عن قدرته وسلطانه لأنه جعل الأرض بحيث لا يدخل فيها شيء ، فأخبر أنه أدخل فيها الجبال مع كثافتها وعظمتها لتعرف قدرته .
وقوله تعالى : ( وأنهارا ) أي جعل فيها أنهار ؛ أخبر أنه[ في الأصل وم : أنها ] مد الأرض وبسطها وجعلها مستقرة ثابتة ليقروا هم عليها ، ثم أخبر أنه جعل فيها أنهارا لينتفعوا بها من جميع أنواع المنافع ، ثم أخبر أنه جعل فيها ( وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) قال بعض أهل التأويل : ( زوجين اثنين ) أي لونين . وقال بعضهم : ذوي طعمين [ لكن ][ من م ، ساقطة في الأصل ] يكون فيها ألوان ، أكثر من اثنين ، أحمر وأبيض وأسود ونحوهما . وكذلك الطعام يكون : حامضا وحلوا ومرا ومزا[ في الأصل وم : حامض وحلو ومر ومز ] إلا أن يقال ( زوجين اثنين ) الطيب والخبيث [ فلا يكون لهما ][ في الأصل قد يكون ، في م : فلا يكون ] ثالث . وأما اللون فإنه يكون [ ذا ألوان وذا ][ في الأصل وم : ذو ألوان وذو ] طعوم .
وقال بعضهم : الذكر والأنثى فهذا يصح إذا أراد به الشجر فمنه ما يثمر ومنه ما لا يثمر . فالذي يثمر هو أنثى والذي لا يثمر هو ذكر . وأما على غير هذا فهو لا يصح .
وأصل الزوجين هو اسم أشكال وأمثال ، واسم أضداد ، ففيه دليل نفي ذلك عن الله .
وأصل الزوج هو من له المقابل من الأشكال والأضداد ؛ أخبر أنه جعل الخلق كله ذا أشكال وأضداد من نحو الليل والنهار والذكر والأنثى ؛ فهو في حق المنافع كشيء واحد ، وفي حق أنفسهم كالأشياء .
وقوله تعالى : ( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ) أي يذهب ظلمة الليل بضوء النهار وضوء النهار بظلمة الليل ، أو يلبس أحدهما الآخر ، أو يغطي الليل ما هو [ باد ظاهر للخلق بالنهار ، ويكشف النهار ][ في الأصل وم : باديا ظاهرا للخلق وبالنهار ] ما هو مستور خفي على الخلق [ بالليل ][ ساقطة من الأصل وم ] والله أعلم .
وقوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) في ما ذكر دلالة البعث والإحياء ودلالة التدبير والعلم والحكمة ودلالة الوحدانية لقوم يتفكرون في آياته وحججه لا لقوم يعاندون آياته ، ويكابرونها .
وقوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ذكر أن الآيات تكون آيات لهم بالتفكر والنظر ، والله أعلم ، لا أنها[ في الأصل وم : أن ] تصير آيات مجانة[ في الأصل وم : مجانا ] بالبديهة ، أو يقول : إن منفعة الآيات تكون لمن تفكر فيها لا لمن ترك التفكر والنظر ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.