الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۡهَٰرٗاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (3)

{ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ } بسطها ، { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ } جبالا ، واحدتها راسية وهي الثابتة ، يقال : إنّما رسيت السفينة ، وأرسيت الوتد في الأرض إذا أثبتّها ، قال الشاعر :

حبّذا ألقاه سائرين وهامد *** وأشعث أرست الوليدة بالفهر

قال ابن عباس : كان أبو قبيس أوّل جبل وضع على الأرض ، { وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ } صنفين وضربين { اثْنَيْنِ } : قال أبو عُبيدة يكون الزوج واحداً واثنين ، وهو هاهُنا واحد ، قال القتيبي : أراد من كلّ الثمرات لونين حلواً وحامضاً { يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يستدلّون ويعتبرون