الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۡهَٰرٗاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (3)

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عمر بن عبد الله ، مولى غفرة . أن كعبا قال لعمر بن الخطاب : إن الله جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب ، خمسمائة سنة . فمائة سنة في المشرق ، لا يسكنها شيء من الحيوان ، لا جن ولا إنس ولا دابة ولا شجرة . ومائة سنة في المغرب بتلك المنزلة ، وثلثمائة فيما بين المشرق والمغرب يسكنها الحيوان .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر : والدنيا مسيرة خمسمائة عام ، أربعمائة عام خراب ومائة عمار ، في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية ، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : ما العمارة في الدنيا في الخراب إلا كفسطاط في البحر .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال : الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ ، فالسودان اثنا عشر ألفا ، والروم ثمانية ، ولفارس ثلاثة ، وللعرب ألف .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن خالد بن مضرب - رضي الله عنه - قال : الأرض مسيرة خمسمائة سنة ، ثلثمائة عمار ، ومائتان خراب .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن حسان بن عطية - رضي الله عنه - قال : سعة الأرض مسيرة خمسمائة سنة ، والبحار ثلثمائة ، ومائة خراب ، ومائة عمران .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الأرض سبعة أجزاء : ستة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج ، وجزء فيه سائر الخلق .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لي أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ ، اثنا عشر ألفا منه أرض الهند ، وثمانية الصين ، وثلاثة آلاف المغرب ، وألف العرب .

وأخرج ابن المنذر عن مغيث بن سمي - رضي الله عنه - قال : الأرض ثلاثة أثلاث ، ثلث فيه الناس والشجر ، وثلث فيه البحار ، وثلث هواء .

أما قوله تعالى : { وجعل فيها رواسي } .

أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن الله تبارك وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق ، خلق الريح فنشجت الريح ، فأبدت عن حشفة ، فهي تحت الأرض . ومنها دحيت الأرض حيث ما شاء في العرض والطول ، فكانت تميد فجعل الجبال الرواسي .

وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لما خلق الله الأرض ، قمصت وقالت : أي رب ، تجعل علي بني آدم يعملون علي الخطايا ويجعلون علي الخبث ؟ فأرسل الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون ، فكان إقرارها كاللحم ترجرج .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم ، عن عطاء - رضي الله عنه - قال : أول جبل وضع في الأرض ، أبو قبيس .

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { جعل فيها زوجين اثنين } قال : ذكرا وأنثى من كل صنف .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { يغشي الليل النهار } أي يلبس الليل النهار .