التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (18)

{ حتى إذا أتوا على وادي النمل } ظاهر هذا أن سليمان وجنوده كانوا مشاة بالأرض أو ركبانا حتى خافت منهم النمل ، ويحتمل أنهم كانوا في الكرسي المحمول بالريح ، وأحست النملة بنزولهم في وادي النمل .

{ قالت نملة } النمل حيوان فطن قوي الحس يدخر قوته ويقسم الحبة إلى قسمين . لئلا تنبت ، ويقسم حبة الكسبرة على أربع قطع لأنها تنبت إذا قسمت قسمين ، ولإفراط إدراكها قالت هذا القول ، وروي أن سليمان سمع كلامها ، وكان بينه وبينها ثلاثة أميال ، وهذا لا يسمعه البشر إلا من خصه الله بذلك .

{ ادخلوا } خاطبتهم مخاطبة العقلاء لأنها أمرتهم بما يؤمر به العقلاء .

{ لا يحطمنكم } يحتمل أن يكون جوابا للأمر أو نهيا بدلا من الأمر لتقارب المعنى . { وهم لا يشعرون } الضمير لسليمان وجنوده ، والمعنى اعتذار عنهم لو حطموا النمل أي : لو شعروا بهم لم يحطموهم .