التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّـٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَـٰٓئِكَ رَفِيقٗا} (69)

{ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم } ثواب على الطاعة أي هم معهم في الجنة ، وهذه الآية مفسرة لقوله تعالى :{ صراط الذين أنعمت عليهم }[ الفاتحة :7 ] والصديق فعيل من الصدق ، ومن التصديق ، والمراد به المبالغة ، والصديقون أرفع الناس درجة بعد الأنبياء ، والشهداء المقتولون في سبيل الله ومن جرى مجراهم من سائر الشهداء كالغريق وصاحب الهدم حسبما ورد في الحديث أنهم سبعة .

{ وحسن أولئك رفيقا } الإشارة إلى الأصناف الأربعة المذكورة والرفيق يقع على الواحد والجماعة كالخليط ، وهو مفرد بيّن به الجنس ، ومعنى الكلام : إخبار واستدعاء للطاعة التي ينال بها مرافقة هؤلاء .