وقوله تعالى : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين }الآية . قيل في بعض القصة : إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال : والذي لا إله غيره لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ، وإني لأذكرك ، فلولا أني أجيء ، فأنظر إليك لرأيت أني سأموت ، وذكرت موتي وموتك ومنزلتك في الجنة ، وترفع مع النبيين ، فإني وإن دخلت الجنة كنت دون ذلك ، وذكرت فراقي إياك عند الموت ، فبكيت لذلك ، فما أجابني النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فأنزل الله تعالى : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين }الآية .
قال{[5908]} رسول الله صلى الله عليه وسلم : خرج ذات يوم على بعض أصحابه ، فرأى ( على ){[5909]} وجوههم كآبة وجزعا ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما لكم ؟ وما غير وجوهكم ولونكم ؟ فقالوا : يا رسول الله ما بنا من مرض ولا وجع غير أنا إذا لم نرك ، ولم نلقك ، اشتقن إليك ، واستوحشنا وحشة شديدة حتى نلقاك ، فهذا الذي ترى من اجل ذلك . ونذكرك بالآخرة فنخاف ألا نراك هناك . فأنزل الله تعالى الآية : { ومن يطع الله/102-أ/ والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين } الآية .
ويحتمل أن لم يكن في واحد من ذلك ، ولكن في وجوه أخر :
أحدها : أن اليهود وغيرهم من الكفرة والذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرطوا في تعنتهم وتمردهم في ترك إجابتهم إياه وطاعتهم له ، ظنوا أنهم ، وإن أسلموا ، وأطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقبل ذلك منهم : توبتهم ، ولم ينزلوا منزلة من لم يؤذه ، ولم يترك طاعته ، فأخبر عز وجل أنه إذا أطاع( المرء ){[5910]} الله والرسول فيكون{ مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } كأن لم يترك طاعته ، والله أعلم ، كما قال الله تعالى : { إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } ( الأنفال : 38 ) .
والثاني {[5911]} : أن يكون ذلك لما سمعوا أن لكل أحد في الجنة مثل الدنيا ، فظنوا ألا يكون لهم الاجتماع والالتقاء ليبعد بعضهم من بعض ، فأخر عز وجل أن يكون لهم الاجتماع ؛ لأن ذلك لهم في الدنيا من أعظم النعم وأجلها .
والثالث{[5912]} : أن يكون على الابتداء : أن من أطاع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فسيكون{ مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } في دار واحدة ، لا يكونون في غيرها {[5913]} .
فهذه الوجوه كأنها أشبه ، واله أعلم ، إذا{[5914]} هم في الطاعة أجابوا ، والله أعلم .
ثم اختلف في { والصديقين } قال بعضهم : أتباع الأنبياء صلى الله عليه وسلم وخلفاؤهم في كل أمر من التعليم والدعاء لهم إلى كل خير وطاعة . وقيل : الصديق{[5915]} ، هو الذي يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في أول دعوة دعاه إلى دين الله تعالى ، وفي أول ما عاينه .
وقوله تعالى : { والشهداء } قيل : الشهيد الذي قتل في سبيل الله ، وقيل : الشهيد هو القائم بدينه ، وقيل : { والصديقين والشهداء والصالحين } كله واحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.