فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّـٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَـٰٓئِكَ رَفِيقٗا} (69)

قوله : { وَمَن يُطِعِ الله والرسول } كلام مستأنف لبيان فضل طاعة الله والرسول ، والاشارة بقوله : { فَأُوْلَئِكَ } إلى المطيعين ، كما تفيده من { مَعَ الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم } بدخول الجنة ، والوصول إلى ما أعدّ الله لهم . والصدّيق المبالغ في الصدق ، كما تفيده الصيغة . وقيل : هم فضلاء أتباع الأنبياء . والشهداء : من ثبتت لهم الشهادة ، والصالحين : أهل الأعمال الصالحة . والرفيق مأخوذ من الرفق ، وهو : لين الجانب ، والمراد به : المصاحب لارتفاقك بصحبته ، ومنه الرفقة لارتفاق بعضهم ببعض ، وهو منتصب على التمييز ، أو الحال ، كما قال الأخفش .

/خ69