فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّـٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَـٰٓئِكَ رَفِيقٗا} (69)

{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } .

ثبت في الصحيح والمسانيد وغيرهما من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ ، فقال : " المرء مع من أحب " قال أنس : فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث ؛ وفي رواية عن أنس أنه قال : إني لأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، وأرجو أن الله يبعثني معهم ، وإن لم أعمل كعملهم ؛ وروى الشيخان واللفظ لمسلم ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم " ، قالوا : يا رسول الله تلك منزل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : " بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين " ؛ { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } فمن يستدم الانقياد لأمر ربنا ونهيه ، ولهدي الرسول وسننه ، ويرضى بحكمه ، ولا يحتكم إلى غيره فهذا المطيع يدرك من درجات النعيم في الجنة أن يرافق أصحاب الدرجات العلى : من الأنبياء ، وأهل الصدق والتصديق ومن تطابق أقوالهم أفعالهم ، ومن ثبتت لهم الشهادة ، وأصحاب الأعمال الباقية البارة الصالحة ، وما أحسن هؤلاء الرفقاء ! -