النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّـٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَـٰٓئِكَ رَفِيقٗا} (69)

قوله تعالى : { وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم منَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أولئِك رَفِيقاً } أما الصديقون فهو جمع صديق ، وهم أتباع الأنبياء .

وفي تسمية الصديق قولان :

أحدهما : أنه فِعِّيل من الصِّدْقِ .

والثاني : أنه فِعّيل من الصَدَقَة . وأما الشهداء فجمع شهيد ، وهو المقتول في سبيل اللَّه تعالى .

وفي تسمية الشهيد قولان :

أحدهما : لقيامه بشهادة الحق ، حتى قتل في سبيل الله .

والثاني : لأنه يشهد كرامة الله تعالى . في الآخرة . ويشهد على العباد بأعمالهم يوم القيامة إذا ختم له بالقتل في سبيل الله .

وأما الصالحون فجمع صالح وفيه قولان :

أحدهما : أنه كل من صلح عمله .

والثاني : هو كل من صلحت سريرته وعلانيته .

وأما الرفيق ففيه قولان :

أحدهما : أنه مأخوذ من الرفق في العمل .

والثاني : أنه مأخوذ من الرفق في السير .

وسبب نزول هذه الآية على ما حكاه الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والربيع والسدي أنَّ ناساً توهموا أنهم لا يرون الأنبياء في الجنة لأنهم في أعلى عليين ، وحزنوا وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية .