تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا} (60)

سبب قول موسى [ عليه السلام ]{[18305]} لفتاه - وهو يُشوع بن نُون - هذا الكلام : أنه ذكر له أن عبدًا من عباد الله بمجمع البحرين ، عنده من العلم ما لم يحط به موسى ، فأحب الذهاب إليه ، وقال لفتاه ذلك : { لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ } أي لا أزال سائرًا حتى أبلغ هذا المكان الذي فيه مجمع البحرين ، قال الفرزدق :

فَمَا بَرحُوا حَتَّى تَهَادَتْ نسَاؤهُم *** بِبَطْحَاء ذي قار عيابَ اللطَائم{[18306]}

قال قتادة وغير واحد : وهما بحر فارس مما يلي المشرق ، وبحر الروم مما يلي المغرب .

وقال محمد بن كعب القُرظي : مجمع البحرين عند طنجة ، يعني في أقصى بلاد المغرب ، فالله أعلم .

وقوله : { أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } أي : ولو أني أسير حقبًا من الزمان .

قال ابن جرير ، رحمه الله : ذكر بعض أهل العلم بكلام العرب أن الحُقُب في لغة قيس{[18307]} : سنة . ثم قد روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : الحُقُب ثمانون سنة . وقال مجاهد : سبعون خريفًا . وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : { أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } قال : دهرًا . وقال قتادة ، وابن زيد ، مثل ذلك .

/خ65


[18305]:زيادة من ف، أ.
[18306]:البيت في تفسير الطبري (15/176).
[18307]:في ف، أ: "العرب".