ثم ذكر قصة موسى ( عليه السلام ) فقال سبحانه : { وإذ قال موسى لفتاه } قيل : عبده ، وقيل : يوشع بن نون لأنه كان يحدثه ويتبعه ، وقيل : كان يأخذ منه العلم { لا أبرح حتى أبلغ } يعني لا أبرح أسير { حتى أبلغ مجمع البحرين } وهو المكان الذي وعد فيه موسى لقاء الخضر ، ( عليهما السلام ) وهو ملتقى بحر فارس والروم مما يلي المشرق ، أو أسر زماناً طويلاً ، والحقب : ثمانون سنة ، تدل الآية على أن موسى ( عليه السلام ) سافر لمرض واختلفوا في سنّه ، روي أنه لما ظهر موسى ( عليه السلام ) على مصر مع بني إسرائيل واستقروا بها بعد هلاك القبط أمره الله أن يذكر قومه النعمة فقام فيهم خطيباً فذكرهم الله وقال : إنه اصطفا نبيكم وكلّمه ، فقالوا له : قد علمنا ذلك فأي الناس أعلم ؟ قال : أنا ، فعتب الله عليه حيث لم يردّ العلم إلى الله فأوحى إليه بل أعلم منك عبدٌ لي عند مجمع البحرين وهو الخضر ( عليه السلام ) ، وروي أن موسى سأل ربه : أي عبادك أحب إليك ؟ قال : الذي يذكرني ولا ينساني ، قال : فأي عبادك أقضى ؟ قال : الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى ، قال : فأي عبادك أعلم ؟ قال : الذي يبتغي علم الناس إلى علم نفسه عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى وترده عن ردى ، فقال : إن كان في عبادك من هو أعلم مني فادللني عليه ، قال : أعلم منك الخضر ، قال : أين أطلبه ؟ قال : على الساحل عند الصخرة ، قال : يا رب كيف لي به ؟ قال : تأخذ حوتاً في مكتل فحيث فقدته فهو هناك ، فقال لفتاه : إذا فقدت الحوت فاخبرني ، فذهبا يمشيان حتى بلغا البحر فرقد موسى فاضطرب الحوت فوقع في البحر ، فلما جاء وقت الغداء طلب موسى الحوت فأخبره فتاه بوقوعه في البحر ، فأتيا الصخرة فإذا رجل متسجي بثوبه فسلم عليه ، وقيل : رآه على طنفسة خضراء فسلم عليه ، فقال : وعليك السلام يا نبي بني اسرائيل ، فقال له موسى : وما أدراك أني نبي ، قال : من ذلك عليَّ ، وقيل : وصل إليه وهو يصلي فلما صلاَّ تحدثا ، فقال : يا موسى أنا على علم علّمْنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم لا أعلمه أنا ، فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع فنقر في الماء ، فقال الخضر : ما نقص علمي وعلمك مقدار ما أخذ هذا العصفور من البحر ، وقيل : كانت سمكة مملوحة ، وقيل : أن يوشع حمل الحوت والخبز في المكتل فنزلا على عين تسمى عين الحياة ، فلما نام موسى أصاب السمكة روح الماء وبرده فعاشت ، وروي أنهما أكلا منها ، وروي أن يوشع توضأ من تلك العين فانفض الماء على الحوت فعاش ، قيل : تركاه ، وقيل : نسياه من النسيان ، ومتى قيل : كيف نسياه والحوت مع يوشع ؟ قالوا : كما يقال نسي القوم زادهم ، وإنما نسي واحد ، ويقال : نسي يوشع حمل الحوت ، ونسي موسى أن يذكره { فاتخذ سبيله في البحر سرباً } أي مسلكاً يذهب فيه ، قيل : قاما عند الصخرة فاضطرب السمك وخرجت من المكتل وسقطت في البحر ، فلما استيقظ موسى من نومه نسي صاحبه أن يخبره به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.