تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ} (2)

{ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : أنت - يا محمد - يحل لك أن تقابل به . وكذا رُوي عن سعيد بن جُبَير ، وأبي صالح ، وعطية ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد .

وقال مجاهد : ما أصبت فيه فهو حلال لك .

وقال قتادة : { وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : أنت به من غير حَرَج ولا إثم .

وقال الحسن البصري : أحلها الله له ساعة من نهار .

وهذا المعنى الذي قالوه قد وَرَد به الحديث المتفق على صحته : " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ، فهو حَرَامٌ بحُرمَة الله إلى يوم القيامة ، لا يُعضَد شجره ولا يختلى خلاه . وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب " . وفي لفظ [ آخر ]{[30076]} فإن أحد تَرَخَّص بقتال رسول الله فقولوا : إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم " {[30077]} .


[30076]:- (2) زيادة من م.
[30077]:- (3) الحديث في صحيح البخاري برقم (104، 105، 1832، 4295) وصحيح مسلم برقم (1353) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.