لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (31)

قوله عز وجل : { قل من يرزقكم من السماء والأرض } أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين من يرزقكم من السماء يعني المطر والأرض يعني النبات { أم من يملك السمع والأبصار } يعني ومن أعطاكم هذه الحواس التي تسمعون بها وتبصرون بها { ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي } يعني أنه تعالى يخرج الإنسان حياً من النطفة وهي ميتة وكذلك الطير من البيضة وكذلك يخرج النطفة الميتة من الإنسان الحي ويخرج البيضة الميتة من الطائر الحي . وقيل : معناه أنه يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، والقول الأول أقرب إلى الحقيقة { ومن يدبر الأمر } يعني أن مدبر أمر السماوات ومن فيها ومدبر أمر الأرض وما فيها هو الله تعالى وذلك قوله { فسيقولون الله } يعنى أنهم يعترفون أن فاعل هذه الأشياء هو الله وإذا كانوا يقرون بذلك { فقل } أي قل لهم يا محمد { أفلا تتقون } يعني : أفلا تخافون عقابه حيث تعبدون هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ولا تقدر على شيء من هذه الأمور .