وقوله تعالى : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ ) الآية يحاجهم ، يعني أهل مكة في التوحيد لأنها مكية .
وقوله تعالى : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الآية أي من يدبر [ الرزق في السماء ، ومن يدبر الرزق ][ من م ، ساقطة من الأصل ] في الأرض ؟ يحتمل وجهين :
أحدهما[ في الأصل وم : أي ] : من نزل لكم الرزق من السماء ، ومن يستخرج لكم الرزق [ من الأرض ][ ساقطة من الأصل وم ] ؟
والثاني : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) أي من يدبر الرزق في السماء ، ومن يدبر الرزق في الأرض ؟ لا أحد يملك استنزال الرزق من السماء واستخراج الرزق من الأرض . وكذلك لا أحد يملك تدبيره في السماء والأرض سواه ، ولا أحد يملك إنشاء السمع والبصر ، ولا[ الواو ساقطة من الأصل وم ] أحد يملك إخراج الميِّت من الحي ولا تدبير الأمر ؛ يعرفون حقيقة ماهية السمع والبصر ، ولا [ يعرفون كيفيتها ][ في الأصل وم : يكتفيهما ] ، فكيف يملكون إنشاء السمع والبصر ونصبهما ؟ ولا يملك أحد سواء إصلاح ما ذكر إذا فسد ذلك . فأقروا أنه لا يملك أحد سوى الله ذلك ، وهو قولهم : ( فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ) بوائقه ونقمته .
أو يقول : ( أفلا تتقون ) عبادة غيره دونه وإشراك غيره في ألوهيته وربوبيته ؟ أو يقول : ( أفلا تتقون ) صرف شكره إلى غيره ، وقد أقررتم أنه المنعم عليكم هذه [ النِّعَمَ ] لا من تعبدون دونه ؟ أو يقول ، والله أعلم : إذا عرفتم ما ذكر ( أفلا تتقون ) مخالفته وعصيانه ؟
فإذا أقروا أن الذي يملك تدبير ما بين السماء والأرض ، وهو الذي يستحق العبادة والقيام بشكره ، فإذا ضيعوا ذلك جمعهم عليه اسم الضلال ، وفذلك قوله : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال )[ يونس : 32 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.