قوله عز وجل : { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب } يعني اليهود والنصارى { بكل آية } أي بكل معجزة وقيل : بكل حجة وبرهان وذلك بأنهم قالوا : ائتنا بآية على ما تقول فأنزل الله تعالى هذه الآية : { ما تبعوا قبلتك } يعني الكعبة { وما أنت بتابع قبلتهم } يعني أن اليهود تصلي إلى بيت المقدس والنصارى إلى المشرق وأنت يا محمد تصلّي إلى الكعبة . فكيف يكون سبيل إلى اتباع قبلة أحد هؤلاء مع اختلاف جهاتها فالزم أنت قبلتك التي أمرت بالصلاة إليها { وما بعضهم بتابع قبلة بعض } يعني وما اليهود بتابعة قبلة النصارى ولا النصارى بتابعة قبلة اليهود ، لأن اليهود والنصارى لا يجتمعون على قبلة واحدة { ولئن اتبعت أهواءهم } يعني مرادهم ورضاهم لو رجعت إلى قبلتهم { من بعد ما جاءك من العلم } أي في أمر القبلة وقيل معناه : من بعد ما وصل إليك من العلم بأن اليهود والنصارى مقيمون على باطل ، وعناد للحق { إنك إذاً لمن الظالمين } يعني أنك إن فعلت ذلك كنت بمنزلة من ظلم نفسه وضرها . قيل : هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة لأنه صلى الله عليه وسلم لا يتبع أهواءهم أبداً . وقيل : هو خطاب له خاصة فيكون ذلك على سبيل التذكير والتنبيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.