تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٖ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٖ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعٖ قِبۡلَةَ بَعۡضٖۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ إِنَّكَ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (145)

{ ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب } ، يعني اليهود ينحوم بن سكين ، ورافع بن سكين ، ورافع ابن حريملة ، ومن النصارى أهل نجران السيد والعاقب ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ائتنا بآية نعرفها كما كانت الأنبياء تأتي بها ، فأنزل الله عز وجل : { ولئن أتيت } ، يقول : ولئن جئت يا محمد { الذين أوتوا الكتاب } { بكل آية ما تبعوا قبلتك } ، يعني الكعبة ، { وما أنت بتابع قبلتهم } ، يعني بيت المقدس ، ثم قال : { وما بعضهم بتابع قبلة بعض } ، يقول : إن اليهود يصلون قبل المغرب لبيت المقدس ، والنصارى قبل المشرق ، فأنزل الله عز وجل يحذر نبيه صلى الله عليه وسلم ويخوفه : { ولئن اتبعت أهواءهم } ، فصليت إلى قبلتهم { من بعد ما جاءك من العلم } ، يعني البيان ، { إنك إذا لمن الظالمين } .