وقوله جلَّت قدرته : { وَلَئِنْ أَتَيْتَ . . . } [ البقرة :145 ] .
أعلَمَ اللَّه تعالى نبيَّه - عليه السلام - حين قالَتْ له اليهودُ : راجِعْ بيْتَ المَقْدِسِ ، ونؤمن بكَ أن ذلك مخادَعَةٌ منهم ، وإنهم لا يتَّبعون له قِبْلَةً ، يعني : جملتهم لأن البعض قد اتبع ، كعبد اللَّه بن سَلاَمٍ وغيره ، وأنهم لا يؤمنون بدينه ، أي : فلا تُصْغِ إِليهم ، والآية هنا العَلاَمَةُ .
وقوله جلَّت عظمته : { وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ . . . } [ البقرة :145 ] .
لفظ خبرٍ يتضمَّن الأمر ، أي : فلا تركنْ إِلى شيء من ذلك ، { وَمَا بَعْضُهُم . . . } [ البقرة :145 ] الآية ، قال ابن زيد وغيره : المعنى ليستِ اليهودُ متبعةً قبلة النصارى ، ولا النصارى متبعةً قبلةَ اليهودِ ، فهذا إِعلام باختلافهم ، وتدابرهم ، وضلالهم ، وقبلةُ النصارى مَشْرِقُ الشمْسِ ، وقبلةُ اليهود بيْتُ المَقْدِسِ .
وقوله تعالى : { وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العلم . . . } [ البقرة :145 ] .
خطاب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والمرادُ أمته ، وما ورد من هذا النوع الَّذي يوهمُ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم ظُلْماً متوقّعاً ، فهو محمولٌ على إِرادة أمته ، لعصمة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وقَطْعاً أن ذلك لا يكُونُ منْه ، وإِنما المرادُ مَنْ يمكن أن يقع ذلك منه ، وخوطِبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تعظيماً للأمر ، قال الفَخْر : " ودلَّت هذه الآية على أن توجه الوعيد على العلماء أشدُّ من توجُّهه على غيرهم ، لأن قوله : { مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العلم }[ البقرة :145 ] يدلُّ على ذلك " ، انتهى ، وهو حَسَنٌ .
( ص ) { وَلَئِنْ أَتَيْتَ } : لام «لَئِنْ » مؤذنةٌ بقَسَمٍ مقدَّرٍ قبلها ، ولهذا كان الجواب له { مَّا تَبِعُواْ } ، ولو كان للشرط ، لدخلت الفاء ، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ لدلالة جواب القسم عليه ، ومن ثم جاء فعل الشرط ماضياً ، لأنه إِذا حذف جوابه ، وجب فعله لفظاً . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.