لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{۞قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيۡرٖ مِّن ذَٰلِكُمۡۖ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (15)

قوله عز وجل : { قل أؤنبئكم } أي أخبركم { بخير من ذلكم } يعني الذي ذكر من متاع الدنيا { للذين اتقوا } قال ابن عباس في رواية عنه يريد المهاجرين والأنصار . أراد أن يعرفهم ويشوقهم إلى الآخرة قال العلماء : ويدخل في هذا الخطاب كل من اتقى الشرك { عند ربهم } معناه أن الله تعالى أخبر أن ما عنده خير مما كان في الدنيا وإن كان محبوباً ، فحثهم على ترك ما يحبون لما يرجون ، ثم فسر لك الخير فقال تعالى : { جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله } . ( ق ) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : يا رب وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك : فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : وأي شيء أفضل من ذلك ، فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً وقيل : إن العبد إذا علم أن الله تعالى قد رضي عنه كان أتم لسروره وأعظم لفرحه " . { والله بصير بالعباد } يعني أن الله تعالى عالم بمن يؤثر ما عنده ممن يؤثر شهوات الدنيا فيجازي كلاًّ على عمله فيثبت ويعاقب على قدر الأعمال . وقيل : إن الله تعالى بصير بالذين اتقوا فلذلك أعدلهم الجنات .