الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيۡرٖ مِّن ذَٰلِكُمۡۖ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (15)

قوله : ( قُلَ اَوْنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ ) الآية [ 15 ] .

( رفع ( جَنَّاتٌ ) على( {[9570]} ) ) الابتداء( {[9571]} ) .

ويجوز الخفض على البدل من ( بِخَيْرٍ )( {[9572]} ) .

ويجوز النصب على إعادة الفعل( {[9573]} ) .

ويكون للذين متعلق( {[9574]} ) ب( اَوْنَبِّئْكُم )( {[9575]} ) .

وقوله : ( وَرِضْوَانٌ )( {[9576]} ) أي زيادة الرضا بعد دخول الجنة .

وروى ابن المنكدر( {[9577]} ) عن جابر بن عبد الله قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال الله : أعطيكم أفضل من هذا ؟ فيقولون أي ربنا ، أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول( {[9578]} ) : أحل لكم رضواني " ( {[9579]} ) .

وهذه الآية نزلت تعزية للمهاجرين الذين أخرجوا وتركوا ديارهم وأموالهم [ فأعلمهم الله أن خيراً مما تركوا من الدنيا الجنة للذين اتقوا .

قوله : ( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) أي : ذو بصر بمن يتقيه( {[9580]} ) ويخافه ممن لا يتقيه( {[9581]} ) ويتبع الشهوات .

وروي أن هذه الآية نزلت تعزية وتصبيراً للمهاجرين إذ فارقوا ديارهم وأموالهم( {[9582]} ) ] قدموا بلداً لا مال لهم فيه( {[9583]} ) [ ولا( {[9584]} ) ] ديار ، فأُعلموا أن خيراً مما تركوا من الدنيا : الجنة ، ثم مدحهم الله فقال : ( الذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا( {[9585]} ) . . . . ) الآية .


[9570]:- ساقط من (ج).
[9571]:- هذا الإعراب يقوم على جعل الاستفهام متناهياً عند قوله (بِخَيْرٍ مِّنْ ذَلِكُمْ) وقوله: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) خبر متقدم، انظر: معاني الفراء 1/195 وانظر: معاني الزجاج 1/384، وإعراب النحاس 1/315، والإملاء: 1/75.
[9572]:- ينسب هذا الإعراب إلى أبي حاتم وابن كيسان في إعراب النحاس 1/315، وإلى يعقوب في مختصر الشواذ: 19.
[9573]:- ويجوز الخفض والنصب في معاني الفراء 1/196. وعزا النحاس هذا الجواز إلى ابن كيسان، انظر: إعراب النحاس 1/315.
[9574]:- (ب) و(د): متعلقان وهو خطأ.
[9575]:- (أ) و(ج) متعلق (بِخَيْرٍ) وهو خطأ والتصحيح أيضاً من إعراب النحاس 1/315، والمشكل 1/151.
[9576]:- قرئت بضم الراء وكسرها، انظر: السبعة: 202، وحُجة القراءات 157، والكشف 1/137.
[9577]:- هو محمد بن المنكدر بن عبد الله التميمي القرشي توفي 130 هـ. تابعي زاهد، من رجال الحديث، متفق على توثيقه، انظر: تاريخ الثقات 414، والتهذيب 9/473.
[9578]:- (ب) و(ج): (فيقول: بل أحل لكم) ولم أقف على هذه الرواية.
[9579]:- أخرجه البخاري بلفظ قريب منه في كتاب التوحيد باب كلام الله مع أهل الجنة 8/205. ومسلم في كتاب الجنة باب إحلال الرضوان 8/144. والترمذي في أبواب صفة الجنة باب ما جاء في رؤية الرب 4/92.
[9580]:- (ب) و(د): يتقه وهو خطأ.
[9581]:- (ب) و(د): لا يتقه وهو خطأ.
[9582]:- ساقط من (ج).
[9583]:- (ج): فيها.
[9584]:- ساقط من (أ).
[9585]:- (ج): ربنا إننا آمنا.