مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيۡرٖ مِّن ذَٰلِكُمۡۖ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (15)

ثم زهدهم في الدنيا فقال { قُلْ أَؤُنَبّئُكُمْ بِخَيْرٍ مّن ذلكم } من الذي تقدم { لِلَّذِينَ اتقوا عِندَ رَبّهِمْ جنات } كلام مستأنف فيه دلالة على بيان ما هو خير من ذلكم ، ف «جَنات » مبتدأ «لِلذين اتقوا » خبره { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } صفة ل «جنات » ، ويجوز أن يتعلق اللام ب «خير » واختص المتقين لأنهم هم المنتفعون به . ويرتفع «جنات » على هو جنات وتنصره قراءة من قرأ «جناتٍ » بالجر على البدل من «خير » { خالدين فِيهَا وأزواج مُّطَهَّرَةٌ ورضوان مّنَ الله } أي رضا الله { والله بَصِيرٌ بالعباد } عالم بأعمالهم فيجازيهم عليها أو بصير بالذين اتقوا وبأحوالهم فلذا أعد لهم الجنات .