( قل أؤنبئكم ) أي أخبركم استفهام تقريري ، وليس في القرآن همزة مضمومة بعد مفتوحة إلا ها هنا وما في ( ص ءأنزل عليه الذكر ) وما في اقتربت ( أألقي الذكر عليه ) ، ( بخير من ذلكم ) أي بما هو خير لكم من تلك المستلذات ومتاع الدنيا وإبهام الخير للتفخيم .
ثم بينه بقوله ( للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) خص المتقين لأنهم المنتفعون بذلك ، ويدخل في هذا الخطاب كل من اتقى الشرك ، وقال ابن عباس يريد المهاجرين والأنصار ، والأول أولى .
( خالدين ) أي مقدرين الخلود ( فيها ) إذا دخلوها ( وأزواج مطهرة ) من الحيض والنفاس والمني والبزاق وغيرها مما يستقذر ( ورضوان ) بكسر أوله وضمه لغتان ، وقد قرئ بهما في السبع في جميع القرآن إلا في المائدة فإنه بالكسر باتفاق السبعة ، وهو قوله ( من اتبع رضوانه ) وهما بمعنى واحد وإن كان الثاني سماعيا والأول قياسيا والتنوين للتكثير أي رضا كثيرا ( من الله ) .
عن أبي سعيد الخدري أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة ، فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون وأي شئ أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا . أخرجه البخاري ومسلم{[309]} ، والعبد إذا علم أن الله قد رضي عنه كان أتم لسروره وأعظم لفرحه .
( والله بصير بالعباد ) أي عالم بمن يؤثر ما عنده ممن يؤثر شهوات الدنيا فيجازي كُلاّ على عمله فيثيب ويعاقب على قدر الأعمال ، وقيل بصير بالذين اتقوا فلذلك أعد لهم الجنات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.