صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

{ إنا خلقناهم من طين لازب } أي لاصق بعضه ببعض . يقال : لزب الشيء يلزب لزبا ولزوبا ، دخل بعضه في بعض . ولزب : لصق وصلب . وطين لازب : يلزق باليد لاشتداده ؛ أي فليسوا أصعب خلقا وأشق إيجادا ممن خلقنا من هذه المخلوقات العظيمة . فمن قدر على ذلك كيف يعجز عن الإعادة والبعث ! ؟

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

{ فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا } الضمير لكفار قريش والاستفتاء نوع من السؤال وكأنه سؤال من يعتبر قوله ويجعل حجة لأن جوابهم عن السؤال مما تقوم به الحجة عليهم ومن خلقنا يراد به ما تقدم ذكره من الملائكة والسموات والأرض والمشارق والكواكب وقيل : يراد به ما تقدم من الأمم والأول أرجح لقراءة ابن مسعود أم من عددنا ومقصد الآية إقامة الحجة عليهم في إنكارهم البعث في الآخرة كأنه يقول هذه المخلوقات أشد خلقا منكم فكما قدرنا على خلقهم كذلك نقدر على إعادتكم بعد فنائكم . { إنا خلقناهم من طير لازب } اللازب اللازم أي : يلزم ما جاوره ويلصق به ووصفه بذلك يراد به ضعف خلقة بني آدم .