إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

{ فاستفتهم } فاستخبر مُشركي مكَّة { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } أي أقوى خِلقةً وأمتنُ بنيةً أو أصعبُ خَلْقاً وأشقُّ إيجاداً { أَم مَّنْ خَلَقْنَا } من الملائكةِ والسَّماءِ والأرضِ وما بينهما . والمشارقُ والكواكبُ والشُّهبُ الثَّواقبُ ومن لتغليبِ العُقلاءِ على غيرِهم ويدلُّ عليه إطلاقُه . ومجيئُه بعد ذلك لاسيَّما قراءةُ مَن قرأ أمْ مَن عددنا . وقولُه تعالى : { إِنَّا خلقناهم من طِينٍ لازِبٍ } فإنَّه الفارقُ بينهم وبينها لا بينهم وبين من قبلهم من الأممِ كعادٍ وثمود ، ولأنَّ المرادَ إثباتُ المعادِ وردُّ استحالتهم . والأمرُ فيه بالإضافةِ إليهم وإلى مَن قبلهم سواء . وقرئ لازمٍ ولاتبٍ