مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

{ فاستفتهم } فاستخبر كفار مكة { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } أي أقوى خلقاً من قولهم شديد الخلق وفي خلقه شدة ، أو أصعب خلقاً وأشقه على معنى الرد لإنكارهم البعث ، وأن من هان عليه خلق هذه الخلائق العظيمة ولم يصعب عليه اختراعها كان خلق البشر عليه أهون { أَم مَّنْ خَلَقْنَا } يريد ما ذكر من خلائقه من الملائكة والسماوات والأرض وما بينهما . وجيء ب «من » تغليباً للعقلاء على غيرهم ويدل عليه قراءة من قرأ «أم من » عددنا بالتشديد والتخفيف .

{ إِنَّا خلقناهم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } لاصق أو لازم وقرىء به ، وهذا شهادة عليهم بالضعف لأن ما يصنع من الطين غير موصوف بالصلابة والقوة ، أو احتجاج عليهم بأن الطين اللازب الذي خلقوا منه تراب فمن أين استنكروا أن يخلقوا من تراب مثله حيث قالوا أئذا كنا تراباً ؟ وهذا المعنى يعضده ما يتلوه من ذكر إنكارهم البعث