بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

{ فاستفتهم } يعني : سل أهل مكة . وهذا سؤال تقدير لا سؤال استفهام .

وقال تعالى : { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } بالبعث { أَم مَّنْ خَلَقْنَا } يعني : ما خلقنا من السماوات ، وما ذكر من المشارق والمغارب . ويقال : { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } بالبعث . يعني : بعثهم أشد { أَم مَّنْ خَلَقْنَا } يعني : أم خلقهم في الابتداء .

ثم ذكر خلقهم في الابتداء فقال : { إِنَّا خلقناهم مّن طِينٍ لاَّزِبٍ } يعني : خلقنا آدم وهم من نسله من طين حمئة . ويقال : { لاَّزِبٍ } أي : لاصق . ويقال : { لاَّزِبٍ } يعني : لازم . إِلاَّ أن الباء تبدل من الميم ، لقرب مخرجهما ، كما يقال سمد رأسه ، وسبد إذا استأصله ، واللازب واللاصق واحد .