النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

قوله عز وجل : { فاستفتهم أهم أشد خلقاً } فيه وجهان :

أحدهما : فسلهم قال قتادة ، مأخوذ من استفتاء المفتي .

الثاني : فحاجِّهم أيهم أشد خلقاً ، قاله الحسن .

{ أم مَنْ خلقنا } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : من السموات والأرض والجبال ، قاله مجاهد .

الثاني : من الملائكة ، قاله سعيد بن جبير .

الثالث : من الأمم الماضية فقد هلكوا وهم أشد خلقاً منهم ، حكاه ابن عيسى .

{ إنَّا خلقناهم مِن طينٍ لازبٍ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : لاصق ، قاله ابن عباس منه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

تعلم فإن الله زادك بسطة *** وأخلاق خير كلها لك لازب

الثاني : لزج ، قاله عكرمة .

الثالث : لازق ، قاله قتادة .

والفرق بين اللاصق واللازق أن اللاصق هو الذي قد لصق بعضه ببعض ، واللازق هو الذي يلزق بما أصابه .

الرابع : لازم ، والعرب{[2324]} تقول طين لازب ولازم ، وقال النابغة :

ولا تحسبون الخير لا شر بعده *** ولا تحسبون الشر ضربة لازب

نزلت هذه الآية في ركانة بن زيد بن هاشم بن عبد مناف وأبي الأشد ابن أسيد{[2325]} بن كلاب الجحمي .


[2324]:في ع والغير تقول وهو تحريف.
[2325]:ليس في ك بن أسيد.