الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

{ فَاسْتَفْتِهِمْ } فسلهم ، يعني : أهل مكة { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ } يعني : من الأُمم الخالية ، وقد أهلكناهم بذنوبهم ، وقيل : يعني السماوات والأرض وما بينهما .

نزلت في أبي الأسد بن كلدة ، وقيل : أُبيّ بن أسد ، وسُمّي بالأسدين ؛ لشدة بطشه وقوته ، نظيرها :

{ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ } [ غافر : 57 ] وقوله سبحانه

{ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ } [ النازعات : 27 ] .

{ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } أي جيد حر يلصق ويعلق ، باليد ومعناه اللازم تبدل الميم كأنه يلزم اليد ، وقال السدي : خالص . قال مجاهد والضحاك : [ الرمل ] .