صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ} (13)

{ شرع لكم } الخطاب لأمته صلى الله عليه وسلم . أي سن لكم من الشريعة ما وصى به أرباب الشرائع من مشاهير الأنبياء ؛ وأمرهم به أمرا مؤكدا ، وهو : { أن أقيموا الدين } أي توحيد الله والإيمان به ، وطاعة رسله فيما جاءوا به من الشرائع . والمراد بإقامته : قبوله والعمل به . { ولا تتفرقوا فيه } أي لا تختلفوا في الدين ، أي في هذه الأصول التي أجمعت عليها الشرائع الإلهية . { الله يجتبي إليه من يشاء } يصطفي ويختار لرسالته من يشاء من عباده [ آية 179 آل عمران ص 134 ] .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ} (13)

{ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا } اتفق دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع جميع الأنبياء في أصول الاعتقادات ، وذلك هو المراد هنا ، ولذلك فسره بقوله : { أن أقيموا الدين } يعني : إقامة الإسلام الذي هو توحيد الله وطاعته ، والإيمان برسله وكتبه وبالدار الآخرة ، وأما الأحكام الفروعية فاختلفت فيها الشرائع فليست تراد هنا .

{ أن أقيموا } يحتمل أن تكون أن في موضع نصب بدلا من قوله : { ما وصى } أوفى موضع خفض بدلا من به أوفى موضع رفع على خبر ابتداء مضمر أو تكون مفسرة لا موضع لها من الإعراب .

{ كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } أي : صعب الإسلام على المشركين .

{ الله يجتبي إليه من يشاء } الضمير في إليه يعود على الله تعالى وقيل : على الدين .