صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (4)

{ أرأيتم ما تدعون من دون الله } أي أخبروني ومفعول " أرأيتم " الأول هو " ما تدعون " ، وجملة " ماذا خلقوا " سدت مسد مفعولها الثاني . وقوله " أروني " تأكيد له ؛ لأنها بمعنى أخبروني . { من الأرض } أي العوالم السفلية تفسير لقوله " ماذا خلقوا " . { أم لهم شرك } أي بل ألهم شركة معه تعالى في خلق السموات ؛ أي العوالم العلوية . يقال : شركه في البيع يشركه – مثل علمه يعلمه – شركة ؛ والاسم الشرك ، وجمعه أشراك . { ائتوني بكتاب } إلهي دال على صحة دينكم ! ! والأمر للتبكيث بعجزهم عن الإتيان بدليل نقلي ، بعد تبكيتهم بالعجز عن الإتيان بدليل عقلي . { من قبل هذا } الكتاب ، أي القرآن الناطق بإبطال الشرك .

{ أو أثارة من علم } بقية من علم يؤثر عن الأولين ويسند إليهم ، شاهدة باستحقاقهم العبادة . و " أثارة "

- بفتح الهمزة – مصدر كالسماحة ، معناها البقية . يقال : سمنت الناقة على أثارة ، أي على عتيق شحم كان عليهم قبل ذلك ؛ فكأنها حملت شحما على بقية شحمها .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (4)

{ أروني ماذا خلقوا } احتجاج على التوحيد ورد على المشركين ، فالأمر بمعنى التعجيز .

{ شرك في السموات } أي : نصيب .

{ ائتوني بكتاب } تعجيز لأنهم ليس لهم كتاب يدل على الإشراك بالله ، بل الكتب كلها ناطقة بالتوحيد .

{ أو أثارة من علم } أي : بقية من علم قديم يدل على ما يقولون ، وقيل : معناه من عمل تثيرونه أي : تستخرجونه ، وقيل : هو الإسناد ، وقيل : هو الخط في الرمل ، وكانت العرب تتكهن به ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان نبي من الأنبياء يخط في الرمل فمن وافق خطه فذاك " .