النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (4)

قوله عز وجل : { أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلمٍ } قرأ الحسن وطائفة معه { أَوْ أَثَرَةٍ } وفي تأويل { أَوْ أَثَارَةٍ } وهي قراءة الجمهور ثلاثة أوجه :

أحدها : رواية من علم ، قاله يحيى .

الثاني : بقية ، قاله أبو بكر بن عياش{[2605]} ، ومنه قول الشاعر{[2606]} :

وذات أثارة أكلت عليها *** نباتاً في أكمته قفارا

أي بقية من شحم .

الثالث : أو علم تأثرونه عن غيركم ، قاله مجاهد .

ويحتمل رابعاً : أو اجتهاد بعلم ، لأن إثارة العلم الاجتهاد .

ويحتمل خامساً : أو مناظرة بعلم لأن المناظر في العلم مثير لمعانيه .

ومن قرأ { أَوْ أَثَرَةٍ مِّنْ عِلمٍ } ففي تأويله خمسة أوجه :

أحدها : أنه الخط ، وقد رواه ابن{[2607]} عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الثاني : ميراث من علم ، قاله عكرمة .

الثالث : خاصة من علم ، قاله قتادة .

الرابع : أو بقية من علم ، قاله عطية .

الخامس : أثره يستخرجه فيثيره ، قاله الحسن .


[2605]:وفي نسخة ك العياش.
[2606]:هو الراعي النميري.
[2607]:في الصحاح "أو إثارة من علم" بقية منه، وكذلك الأثرة بفتحتين ويقال سمنت الإبل على أثارة، أي بقية شحم كان قبل ذلك.