بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (4)

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله } يعني : ما تعبدون من الأصنام . قال القتبي : { ما } هاهنا في موضع الجمع ، يعني : الذين يدعون من الآلهة { أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأرض } يعني : أخبروني ما الذي خلقوا من الأرض ، كالذي خلق الله تعالى ، إن كانوا آلهة { أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ في السماوات } يعني : أم لهم نصيب ودعوة في السماوات . يعني : في خلق السماوات .

ثم قال { ائتوني بكتاب مّن قَبْلِ هذا } أي : بحجة لعبادتكم الأصنام في كتاب الله . ويقال ائتوني بحجة من الله ومن الأنبياء من قبل هذا يعني : من قبل هذا القرآن ، الذي أتيتكم به ، فيه بيان ما تقولون { أَوْ أثارة مّنْ عِلْمٍ } يعني : رواية تروونها من الأنبياء ، والعلماء { إِن كُنتُمْ صادقين } أن الله تعالى ، أمَركم بعبادة الأوثان . قرأ الحسن ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ . قال القتبي : هو اسم مبني على فعلة من ذلك ، والأول فعالة ، والأثرة التذكرة ، ومنه يقال : فلان يأثر الحديث أي : يرويه . وقال قتادة : أَوْ أَثَارَةٍ ، يعني : خاصة من علم ، ويقال : أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ يؤثر عن الأنبياء والعلماء . فلما قال لهم ذلك سكتوا .