{ قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات } .
بعد تثبيت اليقين بصدق القرآن ، وبيان الحكمة في خلق الأكوان ، والتخويف من شقوة الغافلين عن لقاء الملك الديان ، أمر الله تعالى نبيه أن يقيم الحجة على أهل الشرك والأوثان ؛ والاستفهام في { أرأيتم } بمعنى الطلب { ما تدعون من دون الله } أي شيء تعبدون غير الله من أصنام وأوثان ، أو كواكب أو نبات أو حيوان ، أو عنصر أو جن أو ملك أو إنسان فعبادته باطلة ، { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم . . }{[4587]}{ ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون . قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون }{[4588]} . { أروني } أخبروني- تبكيتا لهم وتوبيخا-{ ماذا خلقوا من الأرض } أي جانب أو مكان من أرضنا هذه المبسوطة وما فيها ومن فيها خلقوه ؟ { أم لهم شرك في السماوات } بل ألهم شركة مع الله في خلق السماوات وما حولها من العلويات- ملائكة وشمس وقمر ونجوم ، وفلك وسحب ورياح ، وأبخرة وأشعة وهواء- ؟ ، فيكون لكم بذلك في عبادة ما عبدتم من دون الله حجة ؟ ! وهيهات !
جيئوني بحجة سماوية ووحي منزل سبق هذا القرآن يشهد لآلهتكم أنها خلقت من الأرض بقعة أو شاركت البارئ المصور فاطر السماوات في إبداعها ورفعها فإنكم إن سقتهم مثل تلك الحجة[ صحت لها الشركة في النعم التي أنتم فيها ، ووجب عليكم الشكر ، واستحقت منكم الخدمة ، لأن ذلك لا يقدر أن يخلقه إلا إله ] وما من خالق إلا الله .
{ أو أثارة من علم إن كنتم صادقين( 4 ) } .
أو هاتوا بقية مما يؤثر ويورث عن السابقين من علم يدل على صحة ما ادعيتم من تأليه مسميات سميتموها آلهة : { . . وما من إله إلا الله . . }{[4589]} . إن كنتم صادقين في دعوى اتخاذ أنداد أو شركاء لبارئ الأرض والسماء { سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا }{[4590]} .
{ وهكذا أعجزهم الكتاب الحكيم فلم يستطيعوا الإتيان بشاهد حسي إذ تحداهم : { أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات } ولا أن يجيئوا بدليل نقلي إذا طلبوا به { ائتوني بكتاب من قبل هذا } ولا ببرهان عقلي { أو أثارة من علم } [ فإن الدعوى إذا لم يكن معها حجة لم تغن عن المدعي شيئا . . وإن من حجتي على إفرادي العبادة لربي أنه لا شريك له في إبداعها وأنه المتفرد بخلقها دون سواه ]{[4591]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.