محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (4)

[ 4 ] { قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين 4 } .

{ قل أرأيتم ما تدعون من دون الله } أي : من الأوثان التي تعبدونها . { أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات } أي أروني ما تأثير ما تعبدونه في شيء أرضيّ بالاستقلال ، أو شيء سماويّ بالشركة ، حتى تستحق العبادة . { ائتوني بكتاب من قبل هذا } تبكيت لهم بتعجيزهم عن الإتيان بسند نقلي ، بعد تبكيتهم بالتعجيز/عن الإتيان بسند عقلي . أي : ائتوني بكتاب إلهيّ من قبل هذا القرآن الناطق بالتوحيد ، وإبطال الشرك ، دالّ على صحة دينكم . { أو أثارة من علم } أي : أو بقية من علم بقيت عليكم من علوم الأولين ، شاهدة باستحقاقهم للعبادة . { إن كنتم صادقين } أي : في دعواكم ، فإنها لا تكاد تصح ، ما لم يقم عليها برهان عقليّ ، أو سلطان نقليّ . وحيث لم يقم عليها شيء منهما ، وقد قامت على خلافها أدلة العقل والنقل ، تبين بطلانها .