قوله عز وجل : { أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ } ، ثم قال : { أَرُونِي ماذَا خَلَقُواْ } ولم يقل : خلقت ، ولا خلقن ؛ لأنه إنما أراد الأصنام ، فجعل فعلهم كفعل الناس وأشباههم ؛ لأن الأصنام تُكلّم وتُعبد وتعتاد وتعظم كما تعظم الأمراء وأشباههم ، فذهب بها إلى مثل الناس . وهي في قراءة عبد الله : [ بن مسعود ] : مَن تعبدون من دون الله ، فجعلها ( مَن ) ، فهذا تصريح بشبه الناس في الفعل وفي الاسم . وفي قراءة عبد الله : أريتكم ، وعامة ما في قراءته من قول الله أريت ، وأريتم فهي في قراءة عبد الله بالكاف ، حتى إن في قراءته : «أرَيْتك الذي يُكذِّب بالدين » .
وقوله : { أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ } .
قرأها العوامّ : «أثارة » ، وقرأها بعضهم قال : قرأ أبو عبد الرحمن فيما أعلم و«أثْرةً » خفيفة . وقد ذكر عن بعض القراء «أثَرة » . والمعنى فيهن كلهن : بقية من علم ، أو شيء مأثور من كتب الأولين .
فمن قرأ «أثارة » فهو كالمصدر مثل قولك : السماحة ، والشجاعة .
ومن قرأ «أَثَرة » فإنه بناه على الأثر ، كما قيل : قَتَرة .
ومن قرأ «أَثْرة » كأن أراد مثل قوله : { إلا من خطِف الخطفة } ، والرَّجفة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.