صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ} (1)

{ إنا أنزلناه } أي ابتدأنا إنزال القرآن العظيم على محمد صلى الله عليه وسلم{ في ليلة القدر } وهي على الأرجح ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان . وقد نزل منجما على حسب الوقائع والمصالح في ثلاث وعشرين سنة . وأول ما نزل من الآيات " اقرأ " ، وسميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها ؛ من قولهم : لفلان قدر عند الأمير ، أي منزلة وشرف . وشرفها لأنه أنزل فيها كتاب ذو قدر ، بواسطة ملك ذي قدر ، على رسول ذي قدر ، لامّة ذات قدر . أو لأن للطاعات فيها قدرا عظيما وثوابا جزيلا منه تعالى ؛ ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيامها بالعبادة فقال – كما روى في الصحيحين – : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) والليلة تستتبع يومها . ثم بين الله تعالى منتهى علو قدرها بقوله .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القدر مكية ، آياتها خمس ، نزلت بعد سورة عبس . وفيها تنويه بشأن القرآن الكريم ، وشأن الليلة المباركة التي أُنزل فيها ، وفضلها على سائر الأيام والشهور ، حتى إنها خير من ألف شهر ، إذ إن الملائكة وجبريل تتنزل فيها بإذن ربهم من أجل كل أمر . وهي كلها سلام وأمن حتى طلوع الفجر .

وقد أشار الكتاب الكريم إلى زمان نزول القرآن على رسوله الكريم في ثلاثة مواضع :

1- في سورة البقرة : { شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن . . . }185

2- في سورة الأنفال : { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان . . . . . }41

3- في سورة القدر : { إنا أنزلناه في ليلة القدر }

وقد ورد في تعيين هذه الليلة آثار كثيرة ، بعضها يعيّن الليلة السابعة والعشرين من رمضان ، وبعضها يعين الليلة الحادية والعشرين منه ، وبعضها يعين ليلة من ليالي العشر الأخيرة منه ، وبعضها يُطلقها في رمضان كله فهي ليلة من ليالي رمضان في أرجح الأقوال .

القدْر : العظمة والشرف .

لقد بدأنا نُنزل القرآنَ على محمد في ليلة القدْر والشرف . ولقد تم إنزاله جميعاً في ثلاثة وعشرين عاما .