السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية ، في قول أكثر المفسرين ، وحكى الماوردي عكسه ، وذكر الواحدي أنها أوّل سورة نزلت بالمدينة ، وهي خمس آيات ، وثلاثون كلمة ، ومائة واثنتا عشر حرفاً .

{ بسم الله } الملك الأعظم الذي لا يعبد إلا إياه { الرحمن } الذي عمّ بجوده جميع خلقه أقصاه وأدناه { الرحيم } الذي قرّب أهل طاعته وأبعد من عداهم وأشقاه .

وقوله تعالى : { إنا أنزلناه } أي : بما لنا من العظمة ، أي : القرآن ، فيه تعظيم له من ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه أسند إنزاله إليه ، وجعله مختصاً به دون غيره .

والثاني : أنه جاء بضميره دون اسمه الظاهر ، شهادة له بالنباهة والاستغناء عن التنبيه عليه .

والثالث : الرفع من مقدار الوقت الذي أنزل فيه ، وهو قوله تعالى : { في ليلة القدر } .