الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

مدنيّة في قول أكثر المفسرين ، قال علي بن الحسين بن واقد : هي أوّل سورة نزلت بالمدينة ، وروى شيبان عن قتادة أنها مكيّة ، وهي رواية نوفلا بن أبي عقرب عن ابن عباس ، وهي مائة واثنا عشر حرفاً ، وثلاثون كلمة ، وخمس آيات .

أخبرنا الجنازي قال : حدّثنا ابن خنيس قال : حدّثني أبو العباس محمد بن موسى الدقّاق الرازي قال : حدّثنا عبد اللّه بن روح المدائني ( عن بكر ) بن سواد قال : حدّثنا مخلد بن عبد الواحد ، عن علي بن زيد ، عن زر بن حبيش ، عن أُبي قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من قرأ سورة القدر أُعطي من الأجر كمن صام رمضان ، وأُعطي إحياء ليلة القدر ) .

{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } يعني القرآن كنايةً عن غير مذكور ، جملةً واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، فوضعناه في بيت العزّة ، وأملاه جبرئيل على السَّفَرة ، ثم كان يُنزله جبرئيل على محمد ( عليهما السلام ) بنحو ما كان ، من أوّله إلى آخره بثلاث وعشرين سنة .