قَوْلُه تَعَالَى : { إِنَّا أنزلناه } الضميرُ في { أنزلناه } للقرآن . قَال الشعبيُّ وغيرُه : المعْنَى : إنا ابتدأْنا إنزالَ هذا القرآن إليكَ في ليلة القدر ، وقد رُوِيَ : أن نزولَ المَلَكِ في حِراءٍ كَانَ في العشر الأواخِر من رمضان ، فيستقيمُ هذا التأويل ، وقالَ ابنُ عباسٍ وغيرُه : أَنزَلَه اللَّه تعالى ليلةَ القدرِ إلى سماءِ الدُّنْيَا جملةً ، ثم نَجَّمَه على محمدٍ صلى الله عليه وسلم عِشْرِينَ سنةً ، وليلةُ القدرِ خَصَّها اللَّهُ تعالى بِفَضْلٍ عَظِيمٍ ، وَجَعَلَها أفْضَل مِنْ ألْفِ شهرٍ لاَ لَيْلَةَ قَدْرٍ فِيها ؛ قاله مجاهدٌ وغيرُهُ ، وخُصَّتْ هذه الأُمَّةُ بهذه الفضيلةِ لَمَّا رأى النبي صلى الله عليه وسلم أعمارَ أُمَّتِه وتَقَاصُرَهَا ، وَخُشِيَ أَلاَّ يَبْلُغُوا مِنَ الأَعْمَالِ مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ غَيْرُهُمْ في طُولِ العُمُرِ ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { لَيْلَةَ القَدْرِ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } ، قال ابن العربيِّ في «أحكامه » : وقد روى مالكٌ هذَا الحديثَ في «المُوَطَّأ » ؛ ثَبَتَ ذلكَ مِنْ روايةِ ابنِ القَاسمِ وغيره ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.