ثم قال تعالى : { وجاءو على قميصه بدم كذب }[ 18 ] ، أي : بدم ذي كذب . قال ابن عباس ، ومجاهد : ذبحوا سخلة{[33818]} على قميصه{[33819]} .
وقال السدي : ذبحوا جديا ، ثم لطخوا القميص بدمه ، ثم أقبلوا إلى أبيهم{[33820]} ، فقال يعقوب عليه السلام{[33821]} : ( إن كان هذا الذئب لرحيما كيف أكل لحمه ، ولم يخرق قميصه ؟ يا بني ، يا يوسف ما فعل بك بنو الإماء ! ؟ {[33822]}
قال الحسن : جعل يعقوب{[33823]} يقلب القميص ، ويقول : ما عهدت الذئب حليما ، إنه أكل ابني ، وأبقى على قميصه{[33824]} .
ثم قال مكذبا{[33825]} لهم : { بل سولت لكم أنفسكم أمرا }[ 18 ] أي : زينت لكم في يوسف ، وحسنته لكم{[33826]} . { فصبر جميل } : أي : فأمري صبر جميل ، وشأني صبر . ( أي ){[33827]} : فصبري عليه صبر جميل{[33828]} .
وقرأ عيسى بن عمر بالنصب على معنى : ( فاصبر صبرا جميلا ){[33829]} على المصدر . والرفع أبِْلَغُ/ ، وأحسن ، وإنما يختار النصب في الأمر خاصة{[33830]} . والصبر الجميل : هو الصبر الذي لا جزع معه{[33831]} .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : هو الصبر الذي لا شكوى معه{[33832]} وكان يعقوب عليه السلام{[33833]} ، قد سقط{[33834]} حاجباه : فكان يرفعهما بخرقة . فقيل له : ما هذا ؟ فقال : طول الزمان ، وكثرة الأحزان ، فأوحى الله عز وجل{[33835]} ، إليه : أتشكوني يا يعقوب ؟ فقال : رب{[33836]} خطيئة أخطأتها ، فاغفرها لي{[33837]} .
ثم قال : { والله المستعان على ما تصفون }[ 18 ] : أي : على احتماله . وقال قتادة : ( على ما تكذبون ){[33838]} .
قال الثوري : ثلاث{[33839]} من الصبر : أن لا تحدث بما يوجعك ، ولا بمصيبتك ، و{[33840]} لا تزكي نفسك .
ومن حديث ابن لهيعة{[33841]} ، رفعه{[33842]} إلى ابن عمر ، أن يعقوب عليه السلام{[33843]} قال{[33844]} لبنيه : يا بني ( إيتو( ني ){[33845]} بالذئب الذي أكل ولدي ، إن كنتم صادقين ، قال{[33846]} : فخرجوا إلى واد لهم يسعون فيه ، فإذا هم بذئب قد انحط عليهم من شفير الوادي ، فاعترضو( ه ){[33847]} سراعا ، وأخذوه قسرا ، وأوثقوه كتافا ، وعمدوا إلى حمل لهم{[33848]} من غنمهم ، فذبحون ، ولطخوا جحفلة الذئب بدمه وصدره ثم حملوه إلى أبيهم ، فقالوا : هذا الذئب الذي أكل يوسف أخانا . فقال لهم أطلق( و )ا{[33849]} ، فأطلق( و{[33850]} )ه فقال له : يعقوب{[33851]} : قف أيها الذئب بإذن الله ، فوقف الذئب مقعى{[33852]} على ذنبه . فقال له يعقوب{[33853]} : أسألك أيها الذئب بالذي اتخذني نبيا ، وبعثني رسولا . هل أكلت يوسف{[33854]} فيما أكلت{[33855]} ؟ فقال له الذئب : والذي بعثك رسولا ، واتخذ( ك ){[33856]} نبيا . إن هذه البلاد ما دخلتها إلا ساعتي هذه ، ثم حكى ليعقوب ما صنعوا به وبالحمل . ثم قال الذئب : يا نبي الله ، وأنا أسمو{[33857]} إلى أكل نبيي ! أو ما علمت أن لحوم الأنبياء محرمة{[33858]} على السباع ؟ قال له يعقوب : صدقت أيها الذئب . أنت كنت أشفق على يوسف من إخوته ){[33859]} ، اذهب حيث شئت{[33860]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.