الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ وَلَقَدۡ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونٗا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ} (32)

قالت لهن : { فذالكن الذي لمتنني فيه }[ 32 ] : أي : فهذا{[34244]} الذي حل بكن في تقطيع أيديكن الذي لمتني في حبة{[34245]} . وقال الطبري : ذلك بمعنى هذا{[34246]} .

ثم قالت : { ولقد راودته عن نفسه }[ 32 ] إقرارا منها أن ما قيل حق{[34247]} ، { فاستعصم } : قال قتادة : استعصى{[34248]} ، وقال ابن عباس : امتنع{[34249]} .

{ ولئن لم يفعل ما آمره ( ليسجنن ) }{[34250]}[ 32 ] : أي : إن لم يطاوعني{[34251]} على ما أدعوه إليه { ليسجنن }{[34252]}{ وليكون من الصاغرين } : أي : من المهانين ، المذلين بالحبس ، والسجن{[34253]} .

وكأن{[34254]} في الكلام تقديما ، وتأخيرا ، لأن تهديدها له بالسجن والهوان . أي : إن لم يساعدها إنما كان{[34255]} قبل تخريق القميص ، وقبل معرفة زوجها بما ( جرى ){[34256]} لها معه ، والله أعلم بذلك{[34257]} .

فهذا الذي يدل عليه معنى النص : إذ بوقوف زوجها على القصة ، تقطع ما بينهما ، وطالبته بالعقوبة فسجن .


[34244]:ق: هذا.
[34245]:انظر: هذا التوجيه بتمامه في المصدر السابق.
[34246]:انظر المصدر السابق.
[34247]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/85-86.
[34248]:ط: استعصم، وانظر هذا القول في: جامع البيان 16/86.
[34249]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/86، ولم ينسبه في غريب القرآن 217.
[34250]:ساقط من ط.
[34251]:ق: يواضعني.
[34252]:ساقط من ق.
[34253]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/86.
[34254]:ط: مطموس.
[34255]:ق: قال.
[34256]:ساقط من ق.
[34257]:انظر: هذا المعنى بتمامه في: جامع البيان 16/87.