الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ لَا يَأۡتِيكُمَا طَعَامٞ تُرۡزَقَانِهِۦٓ إِلَّا نَبَّأۡتُكُمَا بِتَأۡوِيلِهِۦ قَبۡلَ أَن يَأۡتِيَكُمَاۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓۚ إِنِّي تَرَكۡتُ مِلَّةَ قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (37)

قال يوسف لهما { لا ياتيكما طعام ترزقانه }[ 37 ] : أي : في منامكما{[34364]} { إلا نبأتكما بتاويله }[ 37 ] يعني : في يقظتكما { قبل أن ياتيكما } تأويل ما رأيتما . قال ( ذلك السدي وابن{[34365]} إسحاق ){[34366]} .

ثم قال : { إني تركت ملة قوم لا يومنون بالله }[ 37 ] أي : برئت منها{[34367]} .

وإنما أجابهما يوسف بهذا ، وليس/ بداخل في السؤال ، لأنه كره أن يجيبهما عن تأويل رؤياهما ، لما علم فيها من رؤيا الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه{[34368]} خبزا .

وأعرض{[34369]} عن جوابهما مرتين ، وأخذ في غيره كذا{[34370]} قال{[34371]} ابن جريج{[34372]} ومعنى : { لا ياتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتاويله } : إن الملك ( كان ){[34373]} إذا أر( ا ){[34374]}د قتل إنسان ، صنع له طعاما معلوما ، فأرسل به إليه{[34375]} .

فقال يوسف لهما : { لا ياتيكما طعام } : يعني : من عند الملك { إلا نبأتكما بتاويله } : أي : أخبرتكما : هل هو طعام من يراد قتله ، أو طعام من يراد به غير{[34376]} ذلك . فأعلمهما{[34377]} أن عنده علما{[34378]} من معرفة الطعام . فيكون المعنى : في اليقظة ، لا في النوم{[34379]} .

وكان{[34380]} هذا بعدوله{[34381]} عن تفسير رؤياهما لما كره من ذلك ، فلم يدعاه يعدل عن جوابهما ، وسألاه ثانية ، وكره العبارة فتمادى في العدل{[34382]} . وقال : { يا صاحبي السجن أرباب متفرقون خبر أم الواحد القهار } – إلى قوله – { يعلمون{[34383]} }[ 41-46 ] : فلم يدعاه حتى سألاه ثالثة فعبر لهما ، وقال{[34384]} { يا صاحبي السجن أما أحدكما ( فيسقي ){[34385]} ربه خمرا } – الآية – فلما عبر قالا{[34386]} : ما رأينا شيئا ، إنما كنا نلعب فقال : { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان }{[34387]} .

قوله : { أن ياتيكما }{[34388]} وقف ( وفي ){[34389]} ( ربي ) : وقف{[34390]} .


[34364]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 16/100.
[34365]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[34366]:انظر هذين القولين في: جامع البيان 16/100-101.
[34367]:ق: برت منهم.
[34368]:ق: رأسي.
[34369]:ط: فأعرض.
[34370]:ط: وكذلك.
[34371]:ط: قال ابن جريج قال ابن جريج، وهو سهو من الناسخ.
[34372]:هذا الخبر مطولا في: جامع البيان 16/102.
[34373]:ساقط من ط.
[34374]:انظر المصدر السابق.
[34375]:انظر هذا المعنى في: الجامع 9/126.
[34376]:ق: خير.
[34377]:ط: فأعلمه.
[34378]:في النسختين: علم وهو خطأ لغوي بين، والصواب ما أثبته.
[34379]:انظر هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 16/102.
[34380]:ق: وكل.
[34381]:ق: بعدل هما – ط: بعدل لهما، ولعل الصواب ما أثبت.
[34382]:ق: المقال.
[34383]:ط: تعلمون.
[34384]:ق: وقال لهما.
[34385]:ساقط من ط.
[34386]:ق: قال.
[34387]:وهو قول السدي في: جامع البيان 16/102، ولم ينسبه الفراء في: معانيه 2/46.
[34388]:ط: إلا أن.
[34389]:ساقط من ق.
[34390]:انظر: هذا الوقف كافيا عند أبي حاتم في القطع 402، وكافيا عند ابن الأنباري في الإيضاح 2/712، والداني في المكتفى 326، وانظره حسنا في المقصد 47.