الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة إبراهيم عليه السلام

وهي مكية{[1]}

إلا آيتين منها{[2]} نزلتا بالمدنية{[3]} ، في من قتل{[4]} من المشركين يوم بدر ، وهما قوله ( تعالى ){[5]} : { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا }[ 30-31 ] إلى آخر الآيتين- قاله قتادة{[6]} .

قوله : { ألر كتاب أنزلناه إليك }{[36685]} إلى قوله { { ظلال بعيد }[ 1-4 ] قد تقدم الكلام في { ألر } والمعنى : هذا الكتاب{[36686]} أنزلناه{[36687]} إليك يا محمد ، لتخرج به الناس من الضلال إلى الهدى{[36688]} . فالكفر بمنزلة الظلام{[36689]} ، والإيمان كالنور{[36690]} . وهذا يدل إرسال محمد عليه السلام ، إلى جميع الخلق لقوله{[36691]} : { لتخرج الناس }[ 1 ] ، ولم يقل لتخرج{[36692]} بني إسماعيل ، كما{[36693]} قال ( في ) التوراة { وجعلناه هدى لبني إسرائيل }{[36694]} .

ولم يقل للناس ، وقال في الفرقان{[36695]} : { ليكون للعالمين نذيرا }{[36696]} ، ولم يقل للعرب . وقال لموسى عليه السلام{[36697]} : { أن أخرج قومك }[ 5 ] ، ولم يقل للناس{[36698]} كما قال{[36699]} لمحمد صلى الله عليه وسلم : { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا }{[36700]} ، ولم يقل : للعرب .

وقوله : { بإذن ربهم }[ 1 ] : أي : يخرجهم{[36701]} بإذن ربهم ، أي : بتوفيقه لهم{[36702]} ولطفه{[36703]} ، وأمره إذ لا يهدى أحد إلا بإذنه .

ثم بين النور ما هو فقال : { إلى صراط العزيز الحميد }[ 1 ] : أي : إلى طريق الله عز وجل المستقيم ، وهو دينه الذي ارتضاه لخلقه{[36704]} .

( والحميد ) : فعيل مصروف من ( مفعول ) المبالغة ، ومعناه : المحمود بآلائه{[36705]} . وأضاف الإخراج{[36706]} إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( لأنه ){[36707]} المنذر المرسل بذلك . و( الله ){[36708]} ( عز وجل ){[36709]} هو المخرج لهم ، والهادي على الحقيقة{[36710]} .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[3]:أ: إذ.
[4]:أ: الاولى والثانية والثالثة.
[5]:ساقط من أ.
[6]:م: هذه الأشياء وسخرها.
[36685]:ط: لتخرج الناس
[36686]:ط: كتاب.
[36687]:ق: أنزله.
[36688]:وهو قول قتادة في: جامع البيان 16/512.
[36689]:ق: الضلال.
[36690]:انظر: الجامع 9/222.
[36691]:ق: بقوله.
[36692]:ساقط من ق.
[36693]:ط: فكما.
[36694]:السجدة: 33.
[36695]:ط: القرآن.
[36696]:الفرقان: 1.
[36697]:ط: صم..
[36698]:ق: الناس.
[36699]:ط: وقال.
[36700]:سبأ: 28.
[36701]:ق: نخرجهم.
[36702]:وهو تفسير الطبري في: جامع البيان 16/511، وانظر: الجامع 9/222.
[36703]:ساقط من ق.
[36704]:انظر هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 16/511.
[36705]:وهو تفسير الطبري في: جامع البيان 5/570 و16/512.
[36706]:ط: مطموس.
[36707]:ساقط من ق.
[36708]:ساقط من ط.
[36709]:ساقط من ق.
[36710]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/512.