الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ مِمَّآ أَوۡحَىٰٓ إِلَيۡكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلۡحِكۡمَةِۗ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومٗا مَّدۡحُورًا} (39)

قوله : { ذلك مما أوحي إليك ربك من الحكمة } [ 39 ] إلى قوله{[41025]} : { حليما غفورا } [ 44 ] .

المعنى الذي بينا لك يا محمد من الأخلاق : المرغب فيها ، والتي نهيناك عن فعلها ، " مما أوحى إليك ربك من الحكمة " أي : من الأشياء التي أوحاها إليك ربك يعني القرآن{[41026]} .

ثم{[41027]} قال تعالى : { ولا تجعل مع الله إلها آخر } [ 39 ] .

أي : شريكا في عبادته .

{ فتلقى في جهنم ملوما مدحورا } [ 39 ] .

أيك تلومك نفسك وعارفوك من الناس : " مدحورا " : مبعدا مقصى في النار . قال ابن عباس : " مدحورا " مطرودا{[41028]} .

ويروى أن من قوله [ تعالى{[41029]} ] " : { [ و{[41030]} ] لا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا } [ 39 ] إلى قوله : { ملوما مدحورا } [ 39 ] هي العشر كلمات{[41031]} التي أنزلها الله [ عز وجل{[41032]} ] على موسى [ صلى الله عليه وسلم ] في التوراة . ومثلها التي في الأنعام { قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم }{[41033]} إلى آخر الثلاث آيات . وهي المحكمة التي ذكرها الله [ عز وجل{[41034]} ] في سورة آل عمران{[41035]} . وفيه اختلاف قد ذكرته هنالك{[41036]} .


[41025]:ط: {لأنه كان حليما غفورا}.
[41026]:وهو قول ابن زيد، انظر جامع البيان 15/30.
[41027]:ط: "قوله تم ...".
[41028]:انظر: قوله في جامع البيان 15/90.
[41029]:ساقط من ق.
[41030]:ط: "الكلمات".
[41031]:ساقط من النسختين.
[41032]:ساقط من ق.
[41033]:الأنعام: 151.
[41034]:ساقط من ق.
[41035]:يقصد قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} آل عمران 7.
[41036]:انظر: تحقيق "تفسير الهداية" 1/5.