ثم قال : { إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن } [ 49 ] .
أي : واذكر يا محمد إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ترك السجود حسدا لآدم .
وقوله : { كان من الجن } أي : من الملائكة الذين يقال : لهم الجن {[42960]} . وقيل {[42961]} كان من خزان الجنة فنسب إليها {[42962]} .
وقيل : كان من الجن الذين استخفوا عن أعين الناس أي استتروا .
وقال : ابن عباس كان اسم إبليس قبل أن يركب المعصية عزازيل {[42963]} . وكان من الملائكة من سكان الأرض من أشد {[42964]} الملائكة عبادة واجتهادا فدعاه الكبر إلى ترك السجود وكان من حي يسمون جنا {[42965]} .
وعنه أيضا أنه قال : كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال : لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة . وكان اسمه الحرث ، وكان خازنا من خزان الجنة ، قال : وخلقت الملائكة من [ نور ] {[42966]} غير هذا الحي وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار السموم وهي لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت {[42967]} .
وقال : ابن المسيب : كان إبليس رئيس الملائكة ، ملائكة سماء الدنيا {[42968]} .
وعن ابن عباس كان إبليس من خزان الجنة ، وكان يدير {[42969]} أمر سماء الدنيا {[42970]} . وعنه كان إبليس من أشراف الملائكة و[ أ ] كرمهم {[42971]} قبيلة وكان خازنا على الجنان ، وكان له سلطان السماء الدنيا ، وكان له سلطان الأرض . وكان فيما قضى الله عز وجل أنه رأى أن له بذلك شرفا وعظمة على أهل السماء فوقع في قلبه من ذلك كبر لا يعلمه إلا الله [ عز وجل ] {[42972]} فلما كان عند السجود ، حين أمر أن يسجد لآدم [ صلى الله عليه وسلم ] استخرج الله عز وجل كبره عند السجود فلعنه وأخره إلى يوم الدين {[42973]} .
وعن ابن عباس أنه قال : إن الملائكة قبيلة من الجن وكان إبليس منها ، وكان يسوس {[42974]} ما بين السماء والأرض فعصى ، فسخط الله [ عز وجل ] {[42975]} عليه فمسخه {[42976]} شيطانا {[42977]} رجيما لعنه الله ممسوخا . وقال : إذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه ، وإن كانت خطيئته في معصية فارجه . وكانت خطيئة آدم [ صلى الله عليه وسلم ] في معصية وخطيئة إبليس في كبر {[42978]} .
وقال : ابن عباس : لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود {[42979]} .
وقال : قتادة إنما سمي من الجن لأنه جن عن طاعة ربه . يريد أنه استتر عنها {[42980]} فلم يفعلها {[42981]} . وقال : الحسن : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وأنه لأصل {[42982]} للجن ، كما أن آدم [ صلى الله عليه وسلم ] أصل للإنسان {[42983]} . وقال : ابن/جبير : كان من الجنانين الذين يعملون في الجنان فلذلك قال : { [ كان ] {[42984]} من الجن } [ 49 ] {[42985]} .
فمن جعله ليس من الملائكة ينقض قوله قول الله [ عز وجل ] {[42986]} { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } [ 49 ] لم يأمر غير الملائكة . وقال : من أجاز ذلك : إن معنى أن الله أمره مع الملائكة بالسجود فاستثنى ، فهو استثناء ليس من الأول {[42987]} .
ثم قال : { ففسق عن أمر ربه } [ 49 ] .
أي : فعدل عن أمر ربه وخرج {[42988]} عنه ، {[42989]}والفسق العدول والخروج عن الاستقامة {[42990]} . وقال : قطرب معناه {[42991]} ففسق عن [ رده ] {[42992]} أمر ربه [ عز وجل {[42993]} ] {[42994]} .
والمعنى عند الخليل وسيبويه أتاه الفسق لما أمر فعصى . وكان سبب فسقه الأمر بالسجود {[42995]} .
ثم قال : { أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو } [ 49 ] .
أي : فتوالون يا بني آدم من استكبر على أبيكم وأغواه {[42996]} حتى أخرجه من الجنة فكان ذلك سبب خروجكم {[42997]} منها . وتتركون طاعة ربكم الذي أنعم عليكم وأسجد ملائكته لأبيكم آدم [ صلى الله عليه وسلم ] . وذرية إبليس هم الشياطين الذين يغوون بني آدم {[42998]} .
ثم قال : { بيس للظالمين بدلا } [ 49 ] .
أي : بيس ما استبدل الظالمون {[42999]} من طاعة الله [ عز وجل {[43000]} ] طاعة إبليس {[43001]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.