ثم قال : { ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم } [ 51 ] أي : نقول للمشركين{[43013]} نادوا الآلهة والأنداد التي عبدتموها ، وجعلتموها شركاء لله ووعدتم أنفسكم بنصرتها لكم من عذاب الله .
{ فدعوهم فلم يستجيبوا } [ 81 ] : أي : فاستغاثوا بها ولم تغثهم .
ثم قال : { وجعلنا بينهم موبقا } [ 51 ] .
أي جعلنا بين المشركين ، وما كانوا يعبدون في الدنيا عداوة يوم القيامة ، قاله الحسن{[43014]} .
وقال : ابن عباس معنى : { وجعلنا بينهم موبقا } [ 51 ] الموبق المهلك الذي أهلك بعضهم بعضا{[43015]} . كأنه جعل فعلهم ذلك لهم مهلكا . ف " بين " اسم على هذا القول لأظرف ، وانتصابه انتصاب/المفعول بجعل .
قال : الضحاك : موبقا هلاكا{[43016]} . وقال : مجاهد : موبقا واد في جهنم{[43017]} . وقال : عبد الله بن عمرو : يفرق يوم القيامة بين أهل الهدى والضلالة بواد عميق وهو الموبق{[43018]} . وقال : أبو عبيدة : موبقا موعدا{[43019]} يبق : إذا هلك . [ ومنه ]{[43020]} قوله : { [ أو يو{[43021]} ] بقهن بما كسبوا }{[43022]} أي : يهلكهن{[43023]} . فالمعنى وجعلنا تواصلهم{[43024]} في الدنيا مهلكا في الآخرة . وقد يسمى الوادي موبقا لأنه يهلك فيه{[43025]} .
ف " بين " على هذا اسم لا ظرف ، وانتصابه بجعلنا انتصاب المفعولات لا انتصاب الظروف ، ومن جعله واديا فهو ظرف ، وكذلك على قول موبقا عداوة وموعدا .
وروى أبان عن عكرمة أنه قال : [ " موبقا " {[43026]} ] نهر في النار يسيل نارا ، على حافتيه حيات كالبغال الدهم ، فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها ، أعاذنا الله من النار{[43027]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.