فقال الله تعالى لنا : { أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا } أي : فكما خلقناه من غير شيء ، وأوجدناه من{[44516]} عدم ، كذلك نحييه بعد مماته . وهذا مثل قوله تعالى : { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه }{[44517]} فكان الجواب { قل يحييها الذي أنشأها أول مرة } والرؤية{[44518]} بمعنى العلم في هذا . أي : أولم يعلم الإنسان ذلك من حدوثه قبل أن لم يكن شيئا . ولا يجوز أن تكون من رؤية البصر ، لأن الإنسان لم ير نفسه وقت خلقه .
والوقف على ( حيا ) بعيد ، لأن ( أولا ) معطوف ، دخل عليه ألف الاستفهام للتوبيخ .
وقيل : {[44519]} إن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة{[44520]} وأصحابه . ثم هي في كل من كان مثلهم من الكفار المنكرين للبعث . ودخلت اللام في ( لسوف ) للتأكيد جوابا لقول قبل للإنسان ، كان النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( إذا ما مت لسوف تبعث حيا ) . فقال إنكارا للبعث ، وجوابا لما قيل له : ( أئذا ما مت لسوف أبعث ) فأتى باللام في الجواب ، كما كانت في القول ولو كان مبتدئا بذلك لم تدخل اللام ، لأن اللام{[44521]} للتأكيد والإيجاب ، وهو منكر للبعث ، فلا يصلح دخول اللام في غير{[44522]} منكر لخبره ، فإنما دخلت في هذا لمجازاة ما قيل له . أدخل اللام في الجواب كما دخلت في القول الذي أجاب عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.